الأموات لانصداعها عنهم عند البعث.
والحاصل أن الصدع إن كان اسماً للنبات فكأنه قال والأرض ذات النبات، وإن كان المراد به الشق فكأنه قال والأرض ذات الشق الذي يخرج منه النبات ونحوه، وقال ابن عباس صدعها عن النبات وعنه قال تصدع الأودية.
وعن معاذ بن أنس مرفوعاً قال " تصدع بإذن الله عن الأموال والنبات "، أخرجه ابن منده والديلمي.
قال الرازي إنه تعالى كما جعل كيفية خلاته الحيوان دليلاً على معرفة المبدأ والمعاد، ذكر في هذا القسم كيفية خلقه النبات، فقوله تعالى (والسماء ذات الرجع) كالأب وقوله (والأرض ذات الصدع) كالأم، وكلاهما من النعم العظام لأن نعم الدنيا موقوفة على ما ينزل من السماء مكرراً، وعلى ما ينبت من الأرض كذلك.
وجواب القسم الثاني قوله
(إنه لقول فصل) أي أن القرآن لقول يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما كما قيل له فرقان، ومنه فصل الخصومات وهو قطعها بالحكم الجازم، ويقال هذا قول فصل أي قاطع للشر والنزاع، وقال ابن عباس فصل حق.
(وما هو بالهزل) أي لم ينزل القرآن الكريم باللعب فهو جد كلمة ليس بالهزل، والهزل ضد الجد، فيجب أن يكون مهيباً في الصدور، ومعظماً في القلوب، يترفع به قارئه وسامعه عن أن يلم بهزل أو يتفكه بمزاح، وقال ابن عباس بالهزل بالباطل.
(إنهم يكيدون كيداً) أي يمكرون في إبطال ما جاء به رسول الله ﷺ من الدين الحق، قال ألزجاج يخاتلون النبي ﷺ ويظهرون ما هم على خلافه، وذلك حين اجتمعوا في دار الندوة وتشاوروا فيه وقيل الكيد إلقاء الشبهات كقولهم (إن هي إلا حياتنا الدنيا)


الصفحة التالية
Icon