نفس لاغية أو مصدر أي لا تسمع فيها لغواً قال ابن عباس لا تسمع أذى ولا باطلاً.
(فيها عين جارية) قد تقدم في سورة الإنسان أن فيها عيوناً، والعين هنا بمعنى العيون كما في قوله (علمت نفس) ومعنى جري العين أنها تجري مياهها على وجه الأرض في غير أخدود تتدفق بأنواع الأشربة المستلذة لا ينقطع جريها أبداً، قال الكلبي لا أدري بماء أو بغيره.
(فيها سرر مرفوعة) أي عالية مرتفعة السمك أو عالية القدر أو شريفة الذات قال ابن عباس بعضها فوق بعض.
(وأكواب موضوعة) قد تقدم أن الأكواب جمع كوب وأنه القدح الذي لا عروة له ولا خرطوم أي أنها موضوعة بين أيديهم يشربون منها أو معدة لأهلها أو موضوعة على حافات العين الجارية أو موضوعة عن حد الكبر أي هي أوساط بين الكبر والصغر كقوله (قدروها تقديراً).
(ونمارق مصفوفة) هي الوسائد قال الواحدي في قول الجميع واحدتها نمرقة بضم النون وزاد الفراء سماعاً عن العرب نمرقة بكسرها وهما لغتان أشهرهما الأولى، قال الكلبي وسائد مصفوفة بعضها إلى بعض، ومنه قول الشاعر:

كهول وشبان حسان وجوههم على سرر مصفوفة ونمارق
قال في الصحاح: النمرق والنمرقة وسادة صغيرة وكذلك النمرقة بالكسر لغة حكاها يعقوب وقال ابن عباس: نمارق مجالس، وعنه قال: مرافق، وقيل مساند ومطارح أينما أراد أن يجلس جلس على موسدة واستند إلى الأخرى، قال الواحدي مصفوفة أي فوق الطنافس.


الصفحة التالية
Icon