بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤)
(والفجر) أقسم سبحانه بهذه الأشياء كما أقسم بغيرها من مخلوقاته، واختلف في الفجر الذي أقسم الله به هنا فقيل هو الوقت المعروف، وسمي فجراً لأنه وقت انفجار الظلمة عن النهار من كل يوم، قاله علي وابن الزبير، وقال قتادة إنه فجر أول يوم من شهر محرم، لأن منه تنفجر السنة، وقال مجاهد يريد يوم النحر.
وقال الضحاك فجر ذي الحجة لأن الله قرن الأيام به فقال
(وليال عشر) أي ليالي عشر من ذي الحجة، وبه قال السدي والكلبي، وقيل المعنى وصلاة الفجر أو ورب الفجر، والأول أولى، وقال ابن عباس فجر النهار، وعنه قال يعني صلاة الفجر، وعنه قال هو المحرم فجر السنة.
وقد ورد في فضل صوم شهر محرم أحاديث صحيحة، ولكنها لا تدل على أنه المراد بالآية لا مطابقة ولا تضمناً ولا التزاماً، وجواب هذا القسم وما بعده هو قوله (إن ربك لبالمرصاد). قاله ابن الأنباري، وقيل محذوف لدلالة السياق عليه أي ليجازين كل أحد بما عمل أو ليعذبن، وقدره أبو حيان بما دلت عليه خاتمة السورة التي قبله أي والفجر الخ لإِيابهم إلينا وحسابهم علينا، وهذا ضعيف جداً، وأضعف منه قول من قال أن الجواب قوله (هل في ذلك قسم لذي حجر) وأن هل بمعنى قد، لأن هذا لا يصح أن يكون مقسماً عليه أبداً.


الصفحة التالية
Icon