كان أهل الجاهلية يسمونه مكارم ويدعونه معالي ومفاخر.
وقال مقاتل نزلت في الحرث بن عامر بن نوفل أذنب فاستفتى النبي ﷺ فأمره أن يكفر فقال لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات منذ دخلت في دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قرأ الجمهور (لبداً) بضم اللام وفتح الباء مخففاً وقرىء بضمها بالتخفيف وقرىء بضم اللام وفتح الباء مشدداً قال أبو عبيدة لبد فعل من التلبيد وهو المال الكثير بعضه على بعض، قال الزجاج: فعل للكثرة يقال رجل حطم إذا كان كثير الحطم، قال الفراء واحدته لبدة والجمع لبد، وقد تقدم بيان هذا في سورة الجن.
(أيحسب أن لم يره أحد) استفهام على سبيل الإنكار أي أيظن أنه لم يعاينه أحد، قال قتادة أيظن أن الله سبحانه لم يره ولا يسأله عن ماله من أين كسبه وأين أنفقه، وقال الكلبي كان كاذباً لم ينفق ما قال، فقال الله أيظن أن الله لم ير ذلك منه فعل أو لم يفعل، أنفق أو لم ينفق.
ثم ذكر سبحانه ما أنعم عليه ليعتبر فقال:
(ألم نجعل له عينين) يبصر بهما المرئيات شققناهما وهو في الرحم في ظلمات ثلاث على مقدار مناسب. لا تزيد إحداهما على الأخرى شيئاًً وقدرنا البياض والسواد والسمرة والزرقة وغير ذلك على ما ترون، وأودعناهما البصر على كيفية يعجز الخلق عن إدراكها.
(ولساناً) ينطق به ويعبر عما في ضميره (وشفتين) يستر بهما ثغره وفاه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب والنفخ وغير ذلك، قال الزجاج: المعنى ألم نفعل به ما يدله على أن الله قادر على أن يبعثه، والشفة محذوفة اللام وأصلها شفهة بدليل تصغيرها على شفيهة وجمعها على شفاه نظير سنة في إحدى اللغتين وشافهته أي كلمته من غير واسطة، ولا تجمع بالألف والتاء استغناء بتكسيرها عن تصحيحها.


الصفحة التالية
Icon