وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (١٠) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠)
(وهديناه النجدين) النجد الطريق في ارتفاع، قال المفسرون: بيّنا له طريق الخير وطريق الشر، قال الزجاج المعنى ألم نعرفه طريق الخير وطريق الشر مبينتين كتبيين الطريقين العاليتين.
وقال ابن عباس وعكرمة وسعيد بن المسيب والضحاك: النجدان الثديان لأنهما كالطريقين لحياة الولد ورزقه، والأول أولى.
وأصل النجد المكان المرتفع وجمعه نجود، ومنه سميت نجد لارتفاعها عن انخفاض تهامة فالنجدان الطريقان العاليان.
قال ابن مسعود في الآية: سبيل الخير والشر، وقال ابن عباس: الهدى والضلالة، وعنه نحو قول ابن مسعود، وعن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " هما نجدان فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير " أخرجه ابن أبي حاتم تفرد به سنان بن سعد، ويقال سعد بن سنان وقد وثقه يحيى بن معين، وقال الإمام أحمد والنسائي والجوزجاني منكر الحديث، وقال أحمد تركت حديثه لاضطرابه قد روى خمسة عشر حديثاً منكرة كلها ما أعرف منها حديثاً واحداً، يشبه حديثه حديث البصري لا يشبه حديث أنس.
وروي نحوه عن الحسن وقتادة مرسلاً، ويشهد له ما أخرجه الطبراني عن أبي أمامة أن النبي ﷺ قال: " يا أيها الناس أنهما نجدان نجد خير ونجد شر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ".


الصفحة التالية
Icon