بالجر على أنه وصفة ليوم، ويتيماً هو مفعول إطعام، وقرأ الحسن بالنصب على أنه مفعول إطعام أي يطعمون ذا مسغبة ويتيماً بدلاً منه.
(يتيماً ذا مقربة) أي قرابة قاله ابن عباس. يقال فلان ذو قرابتي وذو مقربتي، واليتيم في الأصل الضعيف يقال يتم الرجل إذا ضعف، واليتيم عند أهل اللغة من لا أب له، وقيل هو من لا أب له ولا أم، ومنه قول قيس بن الملوح.


(أو مسكيناً ذا متربة) أي لا شيء له كأنه لصق بالتراب لفقره، وليس له مأوى إلا التراب، يقال ترب الرجل يترب ترباً ومتربة إذا افتقر حتى لصق بالتراب ضراً، قال مجاهد هو الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره، وقال قتادة هو ذو العيال وقال عكرمة هو المديون، وقال أبو سنان هو ذو الزمانة وقال ابن جبير هو الذي ليس له أحد، وقال عكرمة أيضاًً هو البعيد التربة الغريب عن وطنه وبه قال ابن عباس، والأول أولى ومنه قول الهذلي.
إلى الله أشكو فقد ليلى كما شكا إلى الله فقد الوالدين يتيم
وكنا إذا ما الضيف حل بأرضنا سفكنا دماء البدن في تربة الحال
وعن ابن عباس أيضاًً قال هو المطروح الذي ليس له بيت، وفي لفظ هو الذي لا يقيه من التراب شيء، وفي لفظ هو اللازق بالتراب من شدة الفقر، وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الآية قال: " هو الذي مأواه المزابل " أخرجه ابن مردويه والمتربة والمقربة والمسغبة أي كل واحد منها مصدر ميمي على وزن مفعلة.
(ثم كان من الذين آمنوا) عطف على المنفي بلا، وجاء بثم للدلالة على تراخي رتبة الإيمان ورفعة محله وفيه دليل على أن هذه القرب إنما تنفع مع الإيمان وقيل التراخي في الذكر، وقيل المعنى ثم كان من الذين آمنوا بأن هذا نافع لهم وقيل المعنى أنه أتى بهذه القرب لوجه الله.


الصفحة التالية
Icon