(وتواصوا بالصبر) معطوف على آمنوا أي أوصى بعضهم بعضاً بالصبر على طاعة الله وعن معاصيه وعلى ما أصابهم من البلايا والمصائب والمحن والشدائد (وتواصوا بالمرحمة) أي بالرحمة على عباد الله فإنهم إذا فعلوا ذلك رحموا اليتيم والمسكين، واستكثروا من فعل الخير بالصدقة ونحوها قال ابن عباس: يعني بذلك رحمه الناس.
(أولئك) الموصوفون بتلك الصفات هم (أصحاب الميمنة) أي أصحاب جهة اليمين أو أصحاب اليمين أو الذين يعطون كتبهم بأيمانهم وقيل غير ذلك مما قدمنا ذكره في سورة الواقعة.
(والذين كفروا بآياتنا) أي بالقرآن أو بما هو أعم منه فتدخل الآيات التنزيلية والآيات التكوينية التي تدل على الصانع سبحانه (هم أصحاب المشأمة) أي أصحاب الشمال أو أصحاب الشؤم أو الذين يعطون كتبهم في شمائلهم أو غير ذلك مما تقدم.
(عليهم نار مؤصدة) أي مطبقة مغلقة يقال أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته وأطبقته. قرأ الجمهور موصدة بالواو، وقرىء بالهمزة وهما لغتان والمعنى واحد قال ابن عباس مغلقة الأبواب، وقال أبو هريرة مطبقة.


الصفحة التالية
Icon