ما بين بعضه وبعض، والشتات هو الافتراق، وسعيكم مصدر مضاف فيفيد العموم فهو جمع معنى وإن كان مفرداً في اللفظ ولذا أخبر عنه بالجمع وهو شتى فهو بمعنى مساعيكم.
(فأما من أعطى) أي بذل ماله في وجوه الخير (واتقى) محارم الله التي نهى عنها
(وصدق بالحسنى) أي أيقن بالخلف الذي من الله، قال المفسرون فأما من أعطى المعسرين، وقال قتادة أعطى حق الله الذي عليه، وقال الحسن أعطى الصدق من قلبه وصدق بالحسنى أي بـ (لا إله إلا الله) وبه قال الضحاك والسلمي وابن عباس. وقال مجاهد بالحسنى بالجنة، وقال زيد ابن أسلم بالصلاة والزكاة والصوم، والأول أولى، قال قتادة بالحسنى أي بموعود الله الذي وعده أن يثيبه، قال الحسن بالخلف من عطائه، واختار هذا ابن جرير، وقال ابن عباس أعطى من الفضل واتقى ربه وصدق بالخلف من الله.
(فسنيسره لليسرى) أي فسنهيئه للخصلة التي هي حسنى وهي عمل الخير حتى يسهل عليه فعله، والمعنى فسنيسر له الإنفاق في سبيل الخير والعمل بالطاعة لله، والسين في الموضوعين للتسويف وهو من الله محقق، وذكر القسطلاني أن هذه السين للتلطيف.
قال الشريف الصفوي مرادهم به ترقيق الكلام بمعنى أن لا يكون نصاً في المقصود بل يكون محتملاً لغير المقصود فهو كالشيء الرقيق الذي يمكن تغييره ويسهل ويقابله الكثيف بمعنى أن يكون نصاً في القصود لأنه لا يمكن تغييره، وتبديله فهو كالشيء الكثيف الذي لا يمكن فيه ذلك.
فالمقصود ههنا أن التيسير حاصل في الحال لكن أتى بالسين الدالة على الاستقبال والتأخير لتلطيف الكلام وترقيقه باحتمال أن لا يكون التيسير حاصلاً في الحال لنكات تقتضي ذلك والله أعلم.
قال الواحدي قال المفسرون: نزلت هذه الآيات في أبي بكر الصديق


الصفحة التالية
Icon