إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (١٢) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (١٩) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (٢١)
(إن علينا للهدى) مستأنفة مقررة لما قبلها أي علينا البيان بموجب قضائنا المبني على الحكم البالغة حيث خلقنا الخلق للعبادة، قال الزجاج: علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلال أي وقد فعلنا ذلك بما لا مزيد عليه حيث بينا حل من سلك كلا الطريقين ترغيباً وترهيباً.
قال قتادة على الله البيان، بيان حرامه وطاعته ومعصيته، قال الفراء من سلك الهدى فعلى الله سبيله لقوله (وعلى الله قصد السبيل) يقول من أراد الله فهو على السبيل القاصد، قال الفراء أيضاًً المعنى إن علينا للهدى والإضلال فحذف الإضلال كقوله (سرابيل تقيكم الحر) أي والبرد، وقيل المعنى أن علينا ثواب هداه الذي هديناه، والأول أولى.
(وإن لنا للآخرة والأولى) أي لنا كل ما في الآخرة وكل ما في الدنيا نتصرف به كيف نشاء، فمن أرادهما أو أخذهما ذلك منا، وقيل المعنى أن لنا ثواب الآخرة وثواب الدنيا فمن طلبها من غيرنا فقد أخطأ الطريق.
(فأنذرتكم ناراً تلظى) أي حذرتكم وخوفتكم ناراً تتوقد وتتوهج، وأصله تتلظى فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً، وقرىء على الأصل
(لا يصلاها) صلياً لازماً على جهة الخلود (إلا الأشقى) وهو الكافر وإن صليها غيره من العصاة فليس صليه كصليه والمعنى يدخلها أو يجد صليها وهو حرها.
ثم وصف الأشقى فقال
(الذي كذب وتولى) أي كذب بالحق الذي جاءت به الرسل وأعرض عن الطاعة والإيمان، قال الفراء إلا الأشقى إلا من


الصفحة التالية
Icon