شرد على الله كما يشرد البعير السوء على أهله فمن لم يصدقني فإن الله يقول (لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى) كذب بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتولى عنه ". أخرجه سعيد بن منصور وغيره.
وعنه أنه سئل عن ألين كلمة سمعها من رسول الله ﷺ فقال سمعت رسول الله ﷺ يقول " ألا كلكم يدخل الله الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله " أخرجه أحمد والحاكم والضياء.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ " لا يدخل النار إلا الأشقى، قيل ومن الشقي قال: الذي لا يعمل لله بطاعة ولا يترك لله معصية " أخرجه أحمد وابن ماجه وابن مردويه.
وعنه قال: قال رسول الله ﷺ " كل أمتي يدخل الجنة يوم القيامة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يا رسول الله قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " أخرجه أحمد والبخاري.
(وسيجنبها الأتقى) أي سيباعد عنها التقي للكفر اتقاء بالغاً، قال الواحدي الأتقى أبو بكر الصديق في قول جميع المفسرين اهـ، والأولى حمل الأشقى والأتقى على كل متصف بالصفتين المذكورتين، ويكون المعنى أنه لا يصلاها صلياً تاماً لازماً إلا الكامل في الشقاء وهو الكافر، ولا يجنبها ويبعد عنها تبعيداً كاملاً بحيث لا يحوم حولها فضلاً عن أن يدخلها إلا الكامل في التقوى، فلا ينافي هذا دخول بعض العصاة من المسلمين النار دخولاً غير لازم، ولا تبعيد بعض من لم يكن كامل التقوى عن النار تبعيداً غير بالغ تبعيد الكامل في التقوى عنها.
والحاصل أن من تمسك من المرجئة بقوله (لا يصلاها إلا الأشقى) زاعما أن الأشقى الكافر لأنه الذي كذب وتولى، ولم يقع التكذيب من عصاة المسلمين.
فيقال له فماذا تقول في قوله (وسيجنبها الأتقى) فإنه يدل على أنه


الصفحة التالية
Icon