وذكروا في مناسبة التكبير من أول الضحى أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله - ﷺ - وفتر تلك المدة ثم جاء الملك فأوحى إليه (والضحى) كبر فرحاً وسروراً، ولم يرووا ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف.
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن جندب البجلي قال: " اشتكى النبي - ﷺ - فلم يقم ليلتين أو ثلاثة فأتته امرأة فقالت يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فلم يقربك ليلتين أو ثلاثة فأنزل الله والضحى ". (١)
وعن جندب قال: " أبطأ جبريل عن النبي - ﷺ - فقال المشركون قد ودع محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فنزلت (ما ودعك) وعنه قال: " احتبس جبريل عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقالت بعض بنات عمه ما أرى صاحبك إلا قد قلاك، فنزلت (والضحى) " (٢) وقيل في سبب نزولها غير ذلك وما ذكرنا هو الأولى.
_________
(١) رواه البخاري في " صحيحه " ٨/ ٥٤٥ ومسلم ٣/ ١٤٢٣ وأحمد في " المسند " ٤/ ٣١٢ وابن جرير الطبري ٣٠/ ٢٣١ والواحدي في " أسباب النزول " وأورده السيوطي في " الدر " ٦/ ٣٦٠ وزاد نسبته للترمذي، والنسائي، والبيهقي وأبي نعيم معاً في " الدلائل " عن جندب بن عبد الله بن شفيان البجلي - رضي الله عنه -.
(٢) قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ٨/ ٥٤٥: وجدت في الطبري بإسناد فيه من لا يعرف أن سبب نزولها وجود جرو كلب تحت سريره - ﷺ - لم يشعر به، فأبطأ عن جبريل لذلك، وقصة إبطاء جبريل بسبب كون الكلب تحت سريره مشهورة، لكن كونها سبب نزول هذه الآية غريب، بل شاذ مردود بما في الصحيح والله أعلم. وورد لذلك سبب ثالث، وهو ما أخرجه الطبري من طريق العوفي عن ابن عباس قال: لما نزل على رسول الله - ﷺ - القرآن أبطأ عنه جبريل أياماً، فتغير بذلك، قالوا: ودعه ربه وقلاه، فأنزل الله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).. ومن طريق إسماعيل مولى آل الزبير قال: فتر الوحي حتى شق ذلك على النبي - ﷺ - وأحزنه، فقال: لقد خشيت أن...


الصفحة التالية
Icon