والتقدير مهما يكن من شيء فلا تقهر اليتيم ولا تنهر السائل، وهذه النواهي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي نواه له ولأمته صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم أسوته، فكل فرد من أفراد هذه الأمة منهى بكل فرد من أفراد هذه النواهي.
(وأما بنعمة ربك فحدث) أمره سبحانه بالتحدث بنعم الله عليه وإظهارها للناس وإشهارها بينهم، والظاهر النعمة على العموم من غير تخصيص بفرد من أفرادها أو نوع من أنواعها، وقال مجاهد والكلبي المراد بالنعمة هنا القرآن، قال الكلبي وكان القرآن أعظم ما أنعم الله به عليه فأمره أن يقرأه، قال الفراء وكان يقرأه ويحدث به، وقال مجاهد أيضاًً المراد بالنعمة النبوة التي أعطاه الله، واختار هذا الزجاج فقال أي بلغ ما أرسلت به وحدث بالنبوة التي أعطاك الله وهي أجل النعم، وقال مقاتل يعني أشكر ما ذكر من النعمة عليك في هذه السورة من الهدى بعد الضلالة وجبر اليتيم والإغناء بعد العيلة، فاشكر هذه النعم، والتحدث بنعمة الله شكر.
وهذا الأمر له صلى الله عليه وآله وسلم هو أمر له ولأمته لأنهم اسوته في كل ما يأتي ويذر، قال الحسن بن علي في الآية ما عملت من الخير وعنه قال إذا أصبت خيراً فحدث إخوانك، وعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله ﷺ على المنبر " من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركه كفر، والجماعة رحمة " أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند والبيهقي في الشعب والخطيب في المتفق، قال السيوطي بسند ضعيف.
وعن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ قال " من أبلى بلاء فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره " أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن حبان والبيهقي والضياء.
وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود والضياء عنه قال: قال رسول الله


الصفحة التالية
Icon