إلا عائذ بن شريح قال فيه أبو حاتم الرازي في حديثه ضعف، ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن ابن مسعود.
ثم زاد سبحانه هذا الوعد تقريراً وتوكيداً فقال مكرراً له بلفظ (إن مع العسر يسراً) أي أن مع ذلك العسر المذكور سابقاً يسراً آخر لما تقرر من أنه إذا أعيد المعرف يكون الثاني عين الأول سواء كان المراد به الجنس أو العهد بخلاف المنكر إذا أعيد فإنه يراد بالثاني فرد مغاير لما أريد بالفرد الأول في الغالب، ولهذا قال النبي ﷺ في معنى هذه الآية أنه لن يغلب عسر يسرين.
قال الواحدي: وهذا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والمفسرين على أن العسر واحد واليسر إثنان قال الزجاج ذكر العسر مع الألف واللام، ثم ثنى ذكره فصار المعنى أن مع العسر يسرين، قيل والتنكير في اليسر للتفخيم والتعظيم وهو في مصحف ابن مسعود غير مكرر.
قرأ الجمهور بسكون السين في العسر واليسر في الموضعين، وقرىء بضمها في الجميع وفيه خلاف هل هو أصل أو مثقل من المسكن.
وعن الحسن قال: " خرج رسول الله ﷺ يوماً فرحاً مسروراً وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً " أخرجه عبد الرزاق وابن جرير والحاكم والبيهقي، وهذا مرسل وروي نحوه مرفوعاً مرسلاً عن قتادة.
ولما عدد سبحانه عليه - ﷺ - نعمه السالفة ووعده بالنعم الآتية بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادة فقال
(فإذا فرغت فانصب) أي إذا فرغت من صلاتك أو من التبليغ أو من الغزو فاجتهد في الدعاء واطلب من الله حاجتك، أو فانصب في العبادة أو اتعب في الدعاء قبل السلام وبعده، والنصب التعب يقال نصب ينصب نصباً أي تعب.
قال قتادة والضحاك ومقاتل والكلبي: إذا فرغت من الصلاة المكتوبة


الصفحة التالية
Icon