قد اسود ما بيني وبينه، قال ابن عباس والله لو تحرك لأخذته الملائكة والناس ينظرون إليه " أخرجه أحمد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والطبراني وغيرهم (١).
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي والبيهقي وغيرهم عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم، قالوا نعم قال واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب، فأتى رسول الله ﷺ وهو يصلي ليطأن على رقبته، قال فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيده، فقيل له مالك فقال إن بيني وبينه خندقاً من نار وهولاً وأجنحة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً قال وأنزل الله (كلا إن الإنسان ليطغى) إلى آخر السورة يعني أبا جهل (فليدع ناديه) يعني قومه (سندع الزبانية) يعني الملائكة (٢).
ثم كرر سبحانه الردع والزجر فقال
_________
(١) مسلم/٢١٥٤.
(٢) البخاري ٨/ ٥٥٧.
(كلا لا تطعه) فيما دعاك إليه من ترك الصلاة (واسجد) أي صل لله غير مكترث به ولا مبال بنهيه (واقترب) أي تقرب إليه سبحانه بالطاعة والعبادة، وقيل المعنى إذا سجدت فاقترب من الله بالدعاء، وقال زيد ابن أسلم واسجد أنت يا محمد واقترب أنت يا أبا جهل من النار، والأول أولى.
والسجود هذا الظاهر أن المراد به الصلاة وعبر عنها بالسجود لأنه أفضل أركانها بعد القيام، وقيل سجود التلاوة، ويدل على هذا ما ثبت عنه ﷺ من السجود عند تلاوة هذه الآية، وقد قدمنا أن النبي ﷺ كان يسجد في (إذا السماء انشقت) وفي (اقرأ باسم ربك الذي