اللحاف ونحوه وهو بعيد لأن الجعل وقع على الليل لا على ما يستتر به النائم عند نومه.
(وجعلنا النهار معاشاً) أي وقت معاش، والمعاش مصدر ميمي بمعنى العيشة، وقع هنا ظرفاً، وكل شيء يعاش به فهو معاش، والمعنى أن الله جعل لهم النهار مضيئاً ليسعوا فيما يقوم به معاشهم وما قسمه الله لهم من الرزق.
(وبنينا فوقكم سبعاً شداداً) يريد سبع سموات قوية الخلق محكمة البناء لا يؤثر فيها مرور الزمان، ولهذا وصفها بالشدة وغلظ كل واحدة منها مسيرة خمسمائة عام كما ورد ذلك.
(وجعلنا سراجاً) منيراً (وهاجاً) وقاداً يعني الشمس، والوهاج المضيء المتلألىء من قولهم وهج الجوهر أي تلألأ، ويقال وهج يوهج كوجل يوجل وكوعد يعد، قال الزجاج الوهاج الوقاد، وهو الذي وهج يقال وهجت النار تهج وهجاً ووهجاناً، قال مقاتل جعل فيه نوراً وحراً، والوهج يجمع النور والحرارة، وقال ابن عباس وهاجاً مضيئاً.
(وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجاً) المعصرات هي السحاب التي تنعصر بالماء ولم تمطر بعد كالمرأة المعتصرة التي قد دنا حيضها، كذا قال سفيان والربيع وأبو العالية والضحاك، وقال مجاهد ومقاتل وقتادة والكلبي هي الرياح، والرياح تسمى معصرات يقال أعصرت الريح تعصر إعصاراً إذا أثارت العجاج، قال الأزهري هي الرياح ذوات الأعاصير، وذلك أن الرياح تستدر المطر، وقال الفراء المعصرات السحاب التي يتحلب منها المطر.
قال النحاس: وهذه الأقوال صحاح يقال للريح التي تأتي بالمطر معصرات، والرياح تلقح السحاب فيكون المطر، ويجوز أن تكون هذه الأقوال قولاً واحداً ويكون المعنى وأنزلنا من ذوات المعصرات.
قال في الصحاح والمعصرات السحاب تعتصر بالمطر، وعصر القوم أي