فضلها موضحة للعلة التي صارت بها خيراً من ألف شهر، وهذا هو الوجه الثاني، والمعنى متلبسين بإذن ربهم والإذن الأمر، ومعنى تنزل تهبط من السموات إلى الأرض، والروح هو جبريل عند جمهور المفسرين أي ومعهم جبريل، ووجه ذكره بعد دخوله في الملائكة التعظيم له والتشريف لشأنه، وقيل الروح صنف من الملائكة هم أشرافهم، وقيل هم جند من جنود الله من غير الملائكة وقيل الروح الرحمة.
وقد تقدم الخلاف في الروح عند قوله (يوم يقوم الروح والملائكة صفاً) قرأ الجمهور تنزل بفتح التاء وقرىء بضمها على البناء للمفعول.
(من) أجل (كل أمر) من الأمور التي قضى الله بها في تلك السنة، وقيل أن من بمعنى اللام أي لكل أمر، وقيل هي بمعنى الباء أي بكل أمر، فهي للتعدية، قاله أبو حاتم، قرأ الجمهور " أمر " وهو واحد الأمور، وقرىء امرىء مذكر امرأة أي من أجل كل إنسان، وتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل مع الملائكة فيسلمون على كل إنسان، فـ (من) على هذا بمعنى على، والأول أولى.
وقد تم الكلام عند قوله (من كل أمر) ثم ابتدأ بفضلها الثالث فقال
(سلام هي) أي ما هي إلا سلامة وخير كلها لا شر فيها، وقيل هي ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان في مؤمن أو مؤمنة، قال مجاهد هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً ولا أذى.
وقال الشعبي هو تسليم الملائكة على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر، يمرون على كل مؤمن ويقولون السلام عليك أيها المؤمن، وقيل يعني سلام الملائكة بعضهم على بعض، وقال عطاء يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته.
وعن ابن عباس في الآية قال في تلك الليلة تصفد مردة الشياطين وتغل عفاريت الجن وتفتح فيها أبواب السماء كلها ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب،


الصفحة التالية
Icon