عن أبي هريرة قال قرأ رسول الله ﷺ (يومئذ تحدث أخبارها) قال " أتدرون ما أخبارها، قالوا الله ورسوله أعلم، قال فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، تقول عمل كذا وكذا فهذا أخبارها ". أخرجه أحمد والترمذي وصححه والنسائي وغيرهم (١).
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " إن الأرض لتجيء يوم القيامة بكل عمل عُمِلَ على ظهرها. وقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إذا زلزلت الأرض زلزالها) حتى بلغ (يومئذ تحدث أخبارها) أخرجه ابن مردويه والبيهقي.
وعن ربيعة الجرشي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " تحفظوا من الأرض فإنها أمكم وأنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة " أخرجه الطبراني.
_________
(١) الترمذي ٢/ ١٧١.
(بأن ربك أوحى لها) متعلق بتحدث أو بنفس أخبارها والباء زائدة، وقيل سببية أي بسبب إيحاء الله إليها، قال الفراء تحدث أخبارها بوحي الله وإذنه لها، واللاء في لها بمعنى (إلى) وإنما أوثرت على (إلى) لموافقة الفواصل، والعرب تضع لام الصفة موضع إلى، كذا قال أبو عبيدة.
وقيل إن أوحى يتعدى باللام تارة وبإلى أخرى، وقيل إن اللام على بابها من كونها العلة والموحى إليه محذوف وهو الملائكة، والتقدير أوحى إلى الملائكة لأجل الأرض أي لأجل ما يفعلون فيها، والأول أولى.
وقوله
(يومئذ) إما بدل من يومئذ الذي قبله، وإما منصوب بمقدر هو أذكر، وإما منصوب بما بعده والمعنى يوم إذ يقع ما ذكر (يصدر الناس) من قبورهم إلى موقف الحساب (أشتاتاً) أي متفرقين، والصدر الرجوع، وهو ضد الورود، وقيل يصدرون من موضع الحساب إلى الجنة أو النار،


الصفحة التالية
Icon