وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر، والأول أولى.
قال مقاتل نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير كالكذبة والغيبة والنظرة ويقول إنما أوعد الله النار على الكفارين.
قال ابن مسعود: هذه الآية أحكم آية في القرآن وأصدق، وقد اتفق العلماء على عموم هذه الآية.
قال كعب الأحبار لقد أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم آيتان أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف (فمن يعمل) إلخ.
وروى محيي السنة: عن ابن عباس ليس من مؤمن ولا كافر عمل خيراً كان أو شراً إلا أراه الله تعالى: فأما المؤمن فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته، وأما الكافر فترد حسناته تحسراً ويعذب بسيئاته، وهذا الإحتمال يساعده النظم والمعنى.
عن أنس قال بينما أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يأكل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ نزلت عليه (فمن يعمل) إلخ فرفع أبو بكر يده وقال يا رسول الله " إني لراء ما عملت من مثقال ذرة من شر، فقال يا أبا بكر أرأيت ما ترى في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر، ويدخر لك ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة " أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم في تاريخه وابن مردويه والبيهقي في الشعب.
عن أبي أسماء قال بينما أبو بكر يتغدى مع رسول الله ﷺ إذ نزلت هذه الآية فأمسك أبو بكر وقال يا رسول الله ما عملنا من شر رأيناه فقال ما ترون مما تكرهون فذاك مما تجزون، ويؤخر الخير لأهله في الآخرة. أخرجه إسحق بن راهويه وعبد بن حميد والحاكم وابن مردويه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال أنزلت إذا زلزلت وأبو بكر الصديق قاعد فبكى فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما يبكيك يا