بسم الله الرحمن الرحيم

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)
(أرأيت) الخطاب لرسول الله ﷺ أو لكل من يصلح له، والاستفهام لقصد التعجيب من حال (الذي يكذب بالدين) أي بالجزاء والحساب في الآخرة. وقال ابن عباس بحكم الله.
قرأ الجمهور أرأيت بإثبات الهمزة الثانية وقرىء بإسقاطها، قال الزجاج: لا يقال في رأيت ريت ولكن ألف الاستفهام سهلت الهمزة ألفاً، والرؤية بمعنى المعرفة وقيل هي البصرية فتتعدى إلى مفعول واحد، وهو الموصول أي أبصرت المكذب وقيل إنها بمعنى أخبرني فتتعدى إلى مفعولين الثاني محذوف أي من هو، والأول أولى، قيل وفي الكلام حذف والمعنى (أرأيت الذي يكذب بالدين) أمصيب هو أم مخطىء.
(فذلك الذي يدع اليتيم) الفاء جواب شرط مقدر أي إن تأملته أو طلبته فذلك الخ ويجوز أن تكون عاطفة على الذي يكذب إما عطف ذات على ذات أو صفة على صفة، فعلى الأول يكون اسم الإشارة مبتدأ وخبره الموصول أو خبر لمبتدأ محذوف أي فهو ذلك والموصول صفته، وعلى الثاني يكون في محل نصب لعطفه على الموصول الذي هو في محل نصب، ومعنى يدع يدفع دفعاً بعنف وجفوة أي يدفع اليتيم عن حقه دفعاً شديداً، ومنه قوله سبحانه (يوم يدعون إلى نار جهنم دعاً) وقد كانوا لا يورثون النساء والصبيان، قال ابن عباس يدفعه عن حقه.


الصفحة التالية
Icon