ربي في الجنة عليه خير كثير، ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته كعدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي فيقال إنك لا تدري ما أحدث بعدك " أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في سننه، وأخرجه أيضاًً مسلم في صحيحه (١).
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء فإذا مسك أذفر، قلت ما هذا يا جبريل؟ " قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله " أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما (٢).
وقد روي عن أنس من طرق كلها مصرحة بأن الكوثر هو النهر الذي في الجنة، وعن عائشة قالت هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم في بطنان الجنة، وعن ابن عباس أنه نهر في الجنة وعن حذيفة قال " نهر في الجنة " وحسن السيوطي إسناده.
وعن أسامة بن زيد مرفوعاً أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إنك أعطيت نهراً في الجنة يدعى الكوثر فقال أجل وأرضه ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ، هو نهر من أنهار الجنة أعطانيه الله " أخرجه ابن مردويه.
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً قال يا رسول الله ما الكوثر؟ قال " هو نهر من أنهار الجنة أعطانيه الله " أخرجه ابن مردويه.
_________
(١) رواه البخاري في " صحيحه " بهذا اللفظ في كتاب الرقاق، باب الحوض ١١/ ٤١٢ وشك الراوي في آخره، وهو (هدبة بن خالد) في رواية، " فإذا طينه أو طيبه " قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " ١١/ ٤١٢: أراد بذلك أن أبا الوليد لم يشك في روايته، أنه بالنون، وهو المعتمد. قال: وتقدم في تفسير سورة الكوثر من طريق شيبان عن قتادة: فأهوى الملك بيده فاستخرج من طينه مسكاً أذفر. والأذفر: طيب الريح.
(٢) أي ليلة الإسراء، كما في رواية البخاري في التفسير ٨/ ٥٦٢: عن أنس رضي الله عنه قال: لما عرج بالنبي - ﷺ - إلى السماء قال: " أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ مجوف، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر ".