ثم قرأت (ما أغنى عنه ماله وما كسب) قالت وما كسب ولده " أخرجه ابن أبي حاتم، وعن ابن عباس قال كسبه ولده أي عتيبة بالتصغير وأما عتبة فقد أسلم، وفسر الكسب بالولد ليغاير ما قبله فيسلم من التكرار.
ومات أبو لهب بالعدسة بعد وقعة بدر لسبع ليال، قال الشهاب العدسة قرحة تعتري الإنسان كانت العرب تهرب منها لأنها بزعمهم تعدي أشد العدوى.
ثم أوعده الله سبحانه بالنار فقال
(سيصلى ناراً) قرأ الجمهور بفتح اللام وإسكان الصاد وتخفيف اللام أي سيصلى هو بنفسه النار ويحترق بها، وصلى من باب تعب، وقرىء بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام والمعنى سيصليه الله.
ومعنى (ذات لهب) ذات اشتعال وتوقد وهي نار جهنم
(وامرأته حمالة الحطب) معطوف على الضمير في يصلى وجاز ذلك للفصل، أي وتصلى امرأته ناراً ذات لهب، وهي أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان، وكانت عوراء تحمل الغضى والشوك والسعدان فتطرحها بالليل على طريق النبي صلى الله عليه وسلم، كذا قال ابن زيد والضحاك والربيع بن أنس ومرة الهمداني.
وقال مجاهد وقتادة والسدي: أنها كانت تمشي بالنميمة بين الناس، والعرب تقول فلان يحطب على فلان إذا نم به، وقال سعيد بن جبير معنى حمالة الحطب أنها حمالة الخطايا والذنوب من قولهم فلان يحتطب على ظهره كما في قوله (وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم) وقيل المعنى حمالة الحطب في النار.
قرأ الجمهور حمالة بالرفع على الخبرية على أنها جملة مسوقة للإخبار بأن امرأة أبي لهب حمالة الحطب، وأما على ما قدمنا من عطف (وامرأته) على الضمير في (يصلى) فيكون رفع حمالة على النعت لامرأته والإضافة


الصفحة التالية
Icon