تكن له صاحبة) قال قتادة إن مشركي العرب قالوا الملائكة بنات الله، وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، فأكذبهم الله فقال لم يلد ولم يولد.
قال الرازي قدم ذكر نفي الولد مع أن الوالد مقدم للإهتمام لأجل ما كان يقوله الكفار من المشركين الملائكة بنات الله واليهود عزير ابن الله والنصارى المسيح ابن الله، ولم يدع أحد أن له والداً فلهذا السبب بدأ بالأهم فقال لم يلد.
ثم أشار إلى الحجة فقال ولم يولد كأنه قيل الدليل على امتناع الولد اتفاقنا على أنه ما كان ولداً لغيره، وإنما عبر سبحانه بما يفيد انتفاء كونه لم يلد ولم يولد في الماضي ولم يذكر ما يفيد انتفاء كونه كذلك في المستقبل لأنه ورد جواباً عن قولهم (ولد الله) كما حكى الله عنهم بقوله ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله.
فلما كان المقصود من هذه الآية تكذيب قولهم وهم إنما قالوا ذلك بلفظ يفيد المنفي فيما مضى وردت الآية لدفع قولهم هذا.
(ولم يكن له كفواً أحد) هذه الجملة مقررة لمضمون ما قبلها لأنه سبحانه إذا كان متصفاً بالصفات المتقدمة كان متصفاً بكونه لم يكافئه أحد ولم يماثله ولا يشاركه في شيء، وآخر اسم كان لرعاية الفواصل.
وقوله (له) متعلق بقوله كفواً قدم عليه لرعاية الاهتمام لأن المقصود نفي المكافأة عن ذاته. وقيل أنه في محل نصب على الحال والأول أولى.
وقد رد المبرد على سيبويه بهذه الآية لأن سيبويه قال: إنه إذا تقدم الظرف كان هو الخبر وههنا لم يجعل خبراً مع تقدمه، وقد رد على المبرد بوجهين.
(أحدهما) أن سيبويه لم يجعل ذلك حتماً بل جوزه.