وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك ومن تعلق شيئاًً وكل إليه ".
وعنه قال جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعوذني فقال: " ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل فقلت بلى بأبي أنت وأمي قال بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك (من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد)، فرقى بها ثلاث مرات " أخرجه ابن ماجه وابن سعد والحاكم وغيرهم.
واختلفوا في جواز النفخ في الرقي والتعاويذ الشرعية فجوزه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم يدل عليه حديث عائشة قالت: " كان رسول الله ﷺ إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات " الحديث.
وأنكر جماعة التفل والنفث في الرقى وأجازوا النفخ بلا ريق، قال عكرمة لا ينبغي للراقي أن ينفث ولا يمسح ولا يعقد.
قال النسفي جوز الاسترقاء بما كان من كتاب الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا بما كان بالسريانية والعبرانية والهندية فإنه لا يحل اعتقاده ولا اعتماد عليه.
(ومن شر حاسد) الحسد تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود، ومعنى (إذا حسد) إذا أظهر ما في نفسه من الحسد وعمل بمقتضاه وحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، قال عمر بن عبد العزيز: لم أر ظالماً أشبه بالمظلوم من حاسد، وقد نظم الشاعر هذا المعنى فقال:

قل للحسود إذا تنفس طعنة يا ظالما وكأنه مظلوم
ذكر الله سبحانه في هذه السورة إرشاد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإستعاذة من شر كل مخلوقاته على العموم، ثم ذكر بعض الشرور على


الصفحة التالية
Icon