مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (١٤) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (١٥) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (١٦) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (١٧) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (٢٠) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (٢١) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (٢٢) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (٢٣) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠)
(مرفوعة) أي أنها رفيعة القدر عند الله، وقيل مرفوعة في السماء السابعة، قال الواحدي قال المفسرون مكرمة يعني في اللوح المحفوظ، مرفوعة يعني في السماء السابعة، قال ابن جرير مرفوعة القدر والذكر، وقيل مرفوعة عن الشبه والتناقض.
(مطهرة) أي منزهة لا يمسها إلا المطهرون، قال الحسن مطهرة من كل دنس. قال السدي مصانة عن الكفار لا ينالونها، وقال المحلي منزهة عن مس الشياطين انتهى.
وفيه أن الصحف بأيدي الملائكة في السماء، والشياطين لا يصلون إلى السماء فلا يظهر مدح الصحف بتطهيرها من مسهم فليتأمل، قاله سليمان الجمل.
(بأيدي سفرة) جمع سافر ككتبة وكاتب، قال ابن عباس سفرة كتبة، وقال هم النبطية القراء، والمعنى أنها بأيدي كتبة من الملائكة ينسخون الكتب من اللوح المحفوظ، قال الفراء السفرة هنا الملائكة الذين يسفرون بالوحي بين الله ورسوله من السفارة وهي السعي بين القوم.
قال الزجاج إنما قيل للكتاب سفر بكسر السين، والكاتب سافر لأن معناه أنه بين، يقال أسفر الصبح إذا أضاء وسفرت المرأة إذا كشفت النقاب عن وجهها، ومنه سفرت بين القوم أسفر سفارة أي أصلحت بينهم، قال مجاهد هم الملائكة الكرام الكاتبون لأعمال العباد.