ومخرجه، وبه قال ابن الزبير، والأول أولى، وعن ابن عباس قال إلى خرئه، أخرجه ابن أبي الدنيا.
ثم بين سبحانه ذلك فقال:
(أنا صببنا الماء صباً) قرأ الجمهور إنا بالكسر على الاستئناف، وقرأ الكوفيون وورش عن يعقوب بالفتح على أنه بدل من طعامه بدل اشتمال لكون نزول المطر سبباً لحصول الطعام فهو كالمشتمل عليه أو بتقدير لام العلة، قال الزجاج الكسر على الابتداء والاستئناف، والفتح على معنى البدل من الطعام.
والمعنى فلينظر الإنسان إلى أنا صببنا الماء صباً، وأراد بصب الماء المطر، وبه قال ابن عباس، وقرأ الحسن بن علي رضي الله عنهما بالفتح والإمالة.
(ثم شققنا الأرض) بالنبات الخارج منها بسبب نزول المطر (شقاً) بديعاً لائقاً بما يخرج منه في الصغر والكبر والشكل والهيئة، قال ابن عباس شقاً عن النبات.
قال البيضاوي أسند الشق إلى نفسه تعالى إسناد الفعل إلى السبب، وتبع في ذلك الزمخشري، وقد رده في الانتصاف بأنه تعالى موجد الأشياء فالإسناد إليه تعالى حقيقة، وإنما ذكره الزمخشري اعتزالاً فإن أفعال العباد مخلوقة لهم عنده، ورده المدقق في الكشف بأنه ليس مبنياً على ما ذكر، بل لأن الفعل إنما يسند حقيقة لمن قام به لا لمن أوجده، فالاعتراض عليه ناشىء من قلة التدبر، أفاده الشهاب.
ثم بين سبب هذا الشق وما وقع لأجله فقال:
(فأنبتنا فيها حباً) يعني الحبوب التي يتغذى بها، والمعنى أن النبات لا يزال ينمو ويتزايد إلى أن يصير حباً
(و) أنبتنا فيها (عنباً) قيل وليس من لوازم العطف أن يقيد المعطوف


الصفحة التالية
Icon