ونكر تالييه تفخيماً له لكونه يطلق على الله بخلاف تالييه.
(وموعظة) يتعظ بها الواقف عليها إذا تذكر أحوال الأمم الماضية (وذكرى للمؤمنين) أي يتذكر بها من تفكر فيها منهم، وخص المؤمنين لكونهم المتأهلين للاتعاظ والتذكر.
(وقُل للذين لا يؤمنون) بهذا الحق ولا يتعظون ولا يتذكرون (اعملوا) حال كونكم قارين وثابتين (على مكانتكم) على تمكنكم وحالكم وجهتكم من الكفر وقد تقدم تحقيقه.
وقال قتادة: على منازلكم (إنا عاملون) على مكانتنا وحالنا وجهتنا من الإيمان بالحق والاتعاظ والتذكر وفي هذا تشديد للوعيد وتهديد لهم.
(وانتظروا) عاقبة أمرنا، وقال ابن جريج: انتظروا مواعيد الشيطان إياكم على ما يزين لكم (إنا منتظرون) عاقبة أمركم وما يحل بكم من عذاب الله وعقوبته وفيه من الوعيد والتهديد ما لا يخفى.
(ولله غيب السماوات والأرض) أي علم جميع ما هو غائب عن العباد فيهما وخص الغيب مع كونه يعلم، بما هو مشهود كما يعلم بما هو مغيب لكونه من العلم الذي لا يشاركه فيه غيره.
وقيل أن غيب السماوات والأرض نزول العذاب من السماء وطلوعه من الأرض، والأول أولى؛ وبه قال أبو علي الفارسي وغيره وأضاف الغيب إلى المفعول توسعاً.
(وإليه يرجع) بالبناء للفاعل يعود وللمفعول يرد (الأمر كله) أي أمر الخلق كلهم في الدنيا والآخرة فيجازي كُلاًّ بعمله فينتقم ممن عصى ويثيب من أطاع.
وقال ابن جريج: فيقضي بينهم بحكم العدل (فاعبده وتوكل عليه) فإنه كافيك كل ما تكره ومعطيك كل ما تحب والفاء لترتيب الأمر بالعبادة


الصفحة التالية
Icon