قال جمهور المفسرين: السَّرِيُّ النهر الصغير لأن الماء يسري فيه، والسري. الجدول؛ والجمع سِرْيَان والسرِي الرئيس، والجمع سُرَاة وهو عزيز لا يكاد يوجد له نظير، لأنه لا يجمع فعيل على فعلة وجمع السراة سروات وسري مفعول، وجعل بمعنى صير أو خلق.
وقيل: السري من سريت الثوب أي نزعته، وسررت الحبل عن الفرس، والأول أولى، والمعنى قد جعل تحت قدمك نهراً قيل: كان هذا قد انقطع عنه الماء فأرسل الله فيه الماء لمريم وأحيى به ذلك الجذع اليابس الذي اعتمدت عليه حتى أورق وأثمر.
وقيل: معنى تحتك تحت أمرك أي إن أَمَرْتِهِ أن يجري جرى، وإن أمرتِهِ بالإمساك أمسك؛ والأول أولى. وعن جماعة من التابعين أن المراد بالسري هنا عيسى، والسري العظيم من الرجال، ومنه قولهم فلان سري، أي عظيم ومن قوم سُرَاة أي عظام.
أخرج الطبراني وابن النجار وابن مردويه، عن ابن عمر أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " إن السري الذي في الآية نهر أخرجه الله لها لتشرب منه "، وفي سنده أيوب بن نهيك الجبلي قال فيه أبو حاتم الرازي: ضعيف وقال أبو زرعة: منكر الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي: متروك الحديث، وقال الطبراني بعد إخراجه إنه غريب جداً.
(وهزي إليك بجذع النخلة) الْهَزُّ التحريك يقال هزه فاهتز والباء مزيدة للتأكيد، وقال الفراء؛ العرب تقول هزه وهز به، والجذع هو أسفل الشجرة، قال قطرب: كل خشبة في أصل شجرة فهي جذع (تساقط عليك) أصله تتساقط؛ وقرئ تسقط ويسقط، فمن قرأ بالفوقية جعل الضمير للنخلة، ومن قرأ بالتحتية جعله للجذع (رطباً جنياً) الجَنيّ المأخوذ طرياً، وقيل: هو ما طاب وصلح للجني، وهو فعيل يعني مفعول، أي رطباً طرياً طيباً، قاله ابن عباس أي استحق أن يجنى.


الصفحة التالية
Icon