ابن الله، وهم النسطورية، فقال الاثنان كذبت، ثم قال أحد الاثنين للآخر قل فيه، فقال هو ثالث ثلاثة: الله إله وعيسى إله وأمه إله. وهم الإسرائيلية وهم ملوك النصارى فقال. الرابع كذبت هو عبد الله ورسوله وروحه من كلمته، وهم المسلمون فكان لكل رجل منهم أتباع على ما قال، فاقتتلوا وظهروا على المسلمين، فذلك قول الله سبحانه (ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس).
قال قتادة: وهم الذين قال الله فيهم: فاختلف الأحزاب من بينهم، فاختلفوا فيه فصاروا أحزاباً، فاختصم القوم فقال المرء المسلم أنشدكم بالله هل تعلمون أن عيسى كان يطعم الطعام وأن الله لا يطعم؟ قالوا اللهم نعم. قال فهل تعلمون أن عيسى كان ينام وأن الله لا ينام؟ قالوا اللهم نعم، فخصمهم المسلمون فاقتتل القوم فذكر لنا أن اليعقوبية ظهرت يومئذ وأصيب المسلمون، فأنزل الله (فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم).
(ما كان لله أن يتخذ من ولد) أي ما صح ولا استقام ذلك. قال الزجاج: (من) مؤكدة تدل على نفي الواحد والجماعة، والمعنى ما كان من صفته اتخاذ الولد أي ثبوت الولد له محال.
ثم نزه الله نفسه فقال (سبحانه) أي تنزه وتقدس عن مقالتهم هذه. ثم صرح سبحانه بما هو شأنه، تعالى سلطانه فقال: (إذا قضى أمراً) من الأمور وهذا بمنزلة التعليل لما قبله (فإنما يقول له كن فيكون) أي فيكون حينئذ بلا تأخير لا يتعذر عليه إيجاده على الوجه الذي أراده، وفي إيراده في هذا الموضع تبكيت عظيم وإلزام بالحجة للنصارى، أي من كان هذا شأنه كيف يتوهم أن يكون له ولد، وقد سبق الكلام على هذا مستوفى في البقرة.
(وإن الله) بفتح أن بتقدير اذكر أو لأن، وإليه ذهب الزمخشري تابعاً للخليل وسيبويه، وبكسرها بتقدير قل، أو على الاستئناف، وقيل على الأول


الصفحة التالية
Icon