ثم ذكر أن الموصوف بالعبادة على الوجه المذكور هو الله سبحانه المتنزه عن الشريك المستحق لتسميته بالأسماء الحسنى فقال:
(الله) أي الموصوف بهذه الصفات الكمالية الله، وجملة (لا إله إلا هو) مستأنفة لبيان اختصاص الإلهية به سبحانه أي لا إله في الوجود إلا هو وهكذا جملة (له الأسماء الحسنى) مبينة لاستحقاقه تعالى لها وهي التسعة والتسعون، التي بها ورد الحديث الصحيح، وقد تقدم بيانها في سورة الأعراف؛ والحسنى تأنيث الأحسن فهي اسم تفضيل يوصف به الواحد من المؤنث والجمع من المذكر ثم قرر سبحانه أمر التوحيد الذي إليه انتهى مساق الحديث، بذكر قصة موسى المشتملة على القدرة الباهرة والخبر الغريب فقال:
(وهل أتاك حديث موسى) الاستفهام للتقرير؛ ومعناه أليس قد أتاك؟ وقيل معناه قد أتاك، وقال الكلبي: لم يكن قد أتاه حديث موسى إذ ذاك، وفي سياق هذه القصة تسلية للنبي ﷺ لما يلاقيه من مشاق أحكام النبوة وتحمل أثقالها ومقاساة خطوبها وأن ذلك شأن الأنبياء قبله، وأنه أمر مستمر فيما بينهم كابراً عن كابر، والمراد بالحديث القصة الواقعة لموسى.
(إذ رأى ناراً) أي اذكر وقت رؤيته ناراً، وقيل أي حين رأى ناراً كان كيت كيت، وكانت رؤيته للنار في ليلة مظلمة مثلجة شاتية شديدة البرد لما خرج مسافراً إلى أمه بعد استئذانه لشعيب وكانت ليلة الجمعة.
(فقال لأهله امكثوا) المراد بالأهل هنا امرأته، وهي بنت شعيب واسمها صفورا، وقيل صفوريا، وقيل صفورة واسم أختها ليا، وقيل شرقا وقيل عبدا واختلف في التي تزوجها هل هي الصغرى أو الكبرى، والجمع لظاهر لفظ الأهل، أو للتفخيم، وقيل المراد بهم المرأة والولد والخادم،


الصفحة التالية
Icon