كالأكيل المواكل لأنه يحمل عن السلطان وزره أي ثقله. قال الزجاج: واشتقاقه في اللغة من الوزر وهو الملجأ الذي يعتصم به لينجي من الهلكة، ومنه قوله تعالى: (كلا لا وزر) والوزير الذي يعتمد الملك على رأيه في الأمور ونلتجئ إليه. وقال الأصمعي: هو مشتق من الموازرة وهي المعاونة، نقله الزمخشري عن الأصمعي
(هارون أخي) وكان أكبر من موسى وأفصح لساناً وأجمل وأوسم، وكان موسى آدم أقنى جعداً.
(اشدد به أزري وأشركه في أمري) على صيغة الدعاء أي يا رب أحكم به قوتي واجعله شريكي في أمر الرسالة، والأزر القوة، يقال آزره أي قواه، وقيل الظهر أي اشدد به ظهري، وقرئ أشدد بهمزة قطع وأشركه بضم الهمزة، أي أشدد أنا به أزري وأشركه أنا في أمري.
قال ابن عباس: نبئ هارون ساعتئذ حين نبئ موسى.
(كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً) هذا الذكر والتسبيح هما الغاية من الدعاء المتقدم، والمراد التسبيح هنا باللسان. وقيل المراد به الصلاة
(إنك كنت بنا بصيراً) هو المبصر والعالم بخفيات الأمور وهو المراد هنا، أي إنك كنت بنا عالماً في صغرنا فأحسنت إلينا فأحسن أيضاً كذلك الآن. ثم أخبره الله سبحانه بأنه قد أجاب ذلك الدعاء.
(قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) أي أعطيت ما سألته منا عليك، والسؤل المسؤول، أي المطلوب، كقولك خبز بمعنى مخبوز، ومسؤوله هو قوله رب اشرح لي؛ وزيادة قوله يا موسى لتشريفه بالخطاب مع رعاية الفواصل.
(ولقد مننا عليك مرة أخرى) كلام مستأنف لتقوية قلب موسى بتذكيره نعم الله عليه، والمن الإحسان والإفضال، والمعنى ولقد أحسنا إليك قبل هذه المرة وهي حفظ الله سبحانه له من شر الأعداء كما بينه سبحانه هنا، وأخرى تأنيث آخر بمعنى غير، وحاصل ما ذكره من المنن عليه من غير سؤال ثمانية.


الصفحة التالية
Icon