(نموت ونحيا) مفسرة لما ادعوه من قصرهم حياتهم على حياة الدنيا، وقيل يموت الآباء ويحيا الأبناء، وقيل يموت قوم ويحيا قوم، أو يموت بعض، ويولد بعض، وينقرض قرن، فيأتي آخر وفيه تقديم وتأخير أي نحيا ونموت وبه قرأ أبيّ وابن مسعود، ثم صرحوا بنفي البعث، وأن الوعد به منه افتراء على الله فقالوا:
(وما نحن بمبعوثين) بعد الموت
(إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً) أي ما هو فيما يدعيه من النبوة والبعث إلا مفترياً يكذب على الله (وما نحن له بمؤمنين) أي بمصدقين له فيما يقوله.
(قال) نبيهم لما علم بأنهم لا يصدقون البته (رب انصرني) عليهم وانتقم لي منهم (بما كذبون) أي بسبب تكذيبهم إياي
(قال) الله سبحانه مجيباً لدعائه واعداً له بالقبول لما دعا به (عما قليل) من الزمان وفي معناه عن قريب و (عن) بمعنى بعد و (ما) مزيدة بين الظرف للتوكيد لقلة الزمان، كما في قوله: (فبما رحمة من الله).
(ليصبحن نادمين) على ما وقع منهم من التكذيب والعناد، والإصرار على الكفر، ثم أخبر سبحانه بأنهم أخذتهم الصيحة، وحاق بهم عذابه، ونزل عليهم سخطه فقال:
(فأخذتهم الصيحة).
قال المفسرون: صاح بهم جبريل صيحة واحدة مع الريح التي أهلكهم الله بها فماتوا جميعاً، وقيل الصيحة هي نفس العذاب والهلاك الذي نزل بهم (بالحق) أي كائنة بالعدل من الله فماتوا، يقال: فلان يقضي بالحق أي بالعدل، ثم أخبر سبحانه عما صاروا إليه بعد العذاب النازل بهم فقال:
(فجعلناهم غثاء) أي كغثاء السيل قيل الغثاء الجفاء، وقال


الصفحة التالية
Icon