قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩)
(قالوا أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون)؟ فهذا مجرد استبعاد لم يتعلقوا فيه بشيء من الشبه، ثم كملوا ذلك القول بقولهم:
(لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل) أي وعدنا هذا البعث الآن ووعده آباؤنا الكائنون من قبلنا فلم نصدقه كما لم يصدقوه ثم صرحوا بالتكذيب، وفرّوا إلى مجرد الزعم الباطل فقالوا:
(إن هذا إلا أساطير الأولين) أي ما هذا إلا أكاذيب الأولين التي سطروها في الكتب جمع أسطورة كأحدوثة، والأساطير: الأباطيل والترهات والكذب، وقيل جمع أسطار وهو جمع سطر، والأول أوفق، والمعنى لم نر هذا الوعد شيئاً، وإنا رأيناه أساطير الأولين، ثم أمر الله سبحانه نبيه (- ﷺ -) أن يسأل أهل مكة عن أمور لا عذر لهم من الاعتراف فيها فقال:
(قل لمن الأرض ومن فيها) المراد بمن الخلق جميعاً وعبر عنهم بمن تغليباً للعقلاء و (لمن) خبر مقدم والأرض مبتدأ مؤخر (إن كنتم تعلمون) شيئاً من العلم، وجواب الشرط محذوف أي فأخبروني، وفي هذا تلويح بجهلهم وفرط غباوتهم.
(سيقولون لله) أي لا بد أن يقولوا ذلك لأنه معلوم ببداهة العقل وهذا إخبار من الله بما يقع منهم في الجواب قبل وقوعه، ثم أمره سبحانه أن