(ادفع بالتي هي أحسن السيئة) أي ادفع بالخصلة التي هي أحسن من غيرها وهي الصفح والإعراض عما يفعله الكفار من الخصلة السيئة وهي الشرك، قيل وهذه الآية منسوخة بآية السيف وقيل هي في حق هذه الأمة فيما بينهم منسوخة في حق الكفار.
قال مجاهد: أي أعرض عن أذاهم إياك، وقال عطاء: ادفع بالسلام وعن أنس قال: هو قول الرجل لأخيه ما ليس فيه فيقول: إن كنت كاذباً فأنا أسأل الله أن يغفر لك وإن كنت صادقاً فأنا أسأل الله أن يغفر لي.
(نحن أعلم بما يصفون) إياك به مما أنت على خلافه أو بما يصفون من الشرك والتكذيب وفي هذا وعيد لهم بالعقوبة، ثم علمه سبحانه ما يقويه على ما أرشده إليه من العفو والصفح ومقابلة السيئة بالحسنة فقال:
(وقل رب أعوذ بك) أي أعتصم (من همزات الشياطين) جمع همزة وهي في اللغة الدفعة باليد أو بغيرها؛ يقال همزة ولمزة ونخسة أي دفعة، وقيل الهمز كلام من وراء القفا، واللمز المواجهة، والمراد بها هنا خطراته التي يخطرها بقلب الإنسان ووساوسه، وقيل نفخهم ونفثهم، والجمع للمرات أو لتنوع الوساوس، أو لتعدد المضاف إليه، وفي الآية إرشاد لهذه الأمة إلى التعوذ من الشيطان، ومن همزات الشياطين؛ وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه.