(الحق) في جميع أفعاله وأقواله وهذا استعظام له تعالى ولشؤونه.
(لا إله إلا هو رب العرش الكريم) فكيف لا يكون إلهاً ورباً لما هو دون العرش الكريم وما تحته من المخلوقات وما أحاط به من الموجودات كائناً ما كان ووصف العرش بالكريم لنزول القرآن أو الرحمة أو الخير منه أو باعتبار من استوى عليه كما يقال بيت كريم إذا كان ساكنوه كراماً، أو لنسبته إلى أكرم الأكرمين من حيث أنه أعظم مخلوقاته وقرئ الكريم بالرفع على أنه نعت لرب.
أخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن السني في عمل اليوم والليلة وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية، عن ابن مسعود أنه قرأ في أذن مصاب: أفحسبتم حتى ختم السورة فبرئ فقال رسول الله صلى الله " بماذا قرأت في أذنه؟ " فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لو أن رجلاً موقناً قرأ بها على جبل لزال ".
وأخرج ابن السني وابن منده وأبو نعيم قال السيوطي بسند حسن عن إبراهيم التيمي قال: بعثنا رسول الله ﷺ في سرية وأمرنا أن نقول إذا أمسينا وأصبحنا، أفحسبتم الخ فقرأناها فغنمنا وسلمنا، ثم زيف ما عليه أهل الشرك توبيخاً لهم وتقريعاً فقال:
(ومن يدع مع الله إلهاً آخر) يعبده مع الله أو يعبده وحده (لا برهان له به) صفة كاشفة لقوله (إلهاً) لا مفهوم لها أو هي صفة لازمة جيء بها للتأكيد كقوله يطير بجناحيه، والبرهان الحجة الواضحة والدليل أفلح فيه مراعاة معنى (من) وفيه الإظهار في مقام الإضمار للنداء عليهم يستحقه وجملة لا برهان له به معترضة بين الشرط والجزاء، وقيل إن جواب الشرط قولُهُ لا برهان له به.