(إنه) قرئ بالكسر على الاستئناف المفيد للعلة وبالفتح على التعليل (لا يفلح الكافرون) قرئ من أفلح، وقرئ بفتح الياء مضارع فلح بمعنى أفلح فيه مراعاة معنى (من) وفيه الإظهار في مقام الإضمار للنداء عليهم بهذا الوصف القبيح جعل فاتحة السورة (قد أفلح المؤمنون) وخاتمتها (إنه لا يفلح الكافرون) فشتان ما بين الفاتحة والخاتمة، ثم ختم هذه السورة بتعليم رسوله (- ﷺ -) أن يدعوه بالمغفرة والرحمة فقال:
(وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين) أمره سبحانه بالاستغفار لتقتدي به أمته وقيل أمره بالاستغفار لأمته وقد تقدم بيان كونه أرحم الراحمين وفي الرحمة زيادة على المغفرة، وهي إيصال الإحسان زيادة على غفر الذنب، وأيضاً الغفران قد يكون من غير إحسان الذي هو معنى الرحمة، ووجه اتصال هذا بما قبله أنه سبحانه لما شرح أحوال الكفار أمر بالانقطاع إليه والالتجاء إلى كفرانه ورحمته، لأن رحمته إذا أدركت أحداً أغنته عن رحمة غيره ورحمة غيره لا تغنيه عن رحمته.