شككت فيه فاسأل به خبيراً، على أن الخطاب له صلى الله عليه وآله وسلم، والمراد غيره فهو بمعزل من السداد؛ وقيل فاسأل به من وجده في الكتب المتقدمة ليصدقك فيه، وقيل إن الضمير للرحمن؛ أي إن أنكروا إطلاقه عليه سبحانه فاسأل عنه من يخبرك من أهل الكتاب ليعرفوا مجيء ما يرادفه في كتبهم. وانتصاب خبيراً على المفعولية. أو على الحال المؤكدة واستضعف الحالية أبو البقاء.
وقال ابن جرير: المعنى فاسأله حال كونه خبيراً وعلى هذا الباء في به زائدة وقيل قوله (به) يجري مجرى القسم كقوله: (واتقوا الله الذي تساءلون به) والوجه الأول أقرب هذه الوجوه، ثم أخبر سبحانه عنهم بأنهم جهلوا معنى الرحمن فقال:
(وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن)؟ قال المفسرون: إنهم قالوا: ما نعرف الرحمن. إلا رحمن اليمامة، يعنون مسيلمة قال الزجاج: الرحمن اسم من أسماء الله فلما سمعوه أنكروا فقالوا: وما الرحمن؟ (أنسجد) الاستفهام للإنكار أي: لا نسجد (لما تأمرنا) أي للرحمن الذي تأمرنا بالسجود له، ومن قرأ بالتحتية فالمعنى أنسجد لما يأمرنا محمد، بالسجود له. قيل هذه السجدة من عزائم السجود فيسن للقارئ والمستمع أن يسجد عند سماعها وقراءتها.
(وزادهم) الأمر بالسجود (نفوراً) عن الدين وبعداً عنه. وقيل: زادهم ذكر الرحمن تباعداً من الإيمان، كذا قال مقاتل. والأول أولى، ثم ذكر سبحانه ما لو تفكروا فيه لعرفوا وجوب السجود للرحمن، فقال:
(تبارك الذي جعل في السماء بروجاً) المراد بها، بروج النجوم السبعة السيارة، أي منازلهم، ومحالها الاثنا عشر، التي تسير فيها. وقال الحسن، وقتادة، ومجاهد: هي النجوم الكبار، سميت بروجاً لظهورها، والأول أولى وأصل البروج: القصور العالية. لأنها للكواكب كالمنازل الرفيعة لمن يسكنها،


الصفحة التالية
Icon