وعن الحسن أن عمر أطال صلاة الضحى، فقيل له: صنعت اليوم شيئاًً لم تكن تصنعه؟ فقال: إنه بقي عليّ من وردي شيء فأحببت أنا أتمه أو قال أقضيه، وتلا هذه الآية: (لمن أراد أن يذكر) مشدداً من التذكر لله وقرئ مخففاً من الذكر له.
والمعنى أن المتذكر المعتبر إذا نظر في اختلاف الليل والنهار علم أنه لا بد في انقالهما من حال إلى حال من ناقل. وقيل: المعنى يتذكر، فيعلم أن الله لم يجعلهما كذلك عبثاً فيعتبر في مصنوعات الله ويشكره سبحانه على نعمه عليه في العقل، والفكر والفهم. قال الفراء: يذكر ويتذكر يأتيان بمعنى واحد قال الله تعالى: (واذكروا ما فيه) وفي حرف عبد الله: ويذكروا ما فيه (أو أراد شكوراً أي: أراد أن يشكر الله على ما أودعه في الليل والنهار، من النعم العظيمة والألطاف الكثيرة و (أو) للتقسيم والتنويع وهي مانعة خلو فتجوز الجمع.
(وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً) هذا كلام مستأنف مسوق لبيان أوصاف صالحي عباد الله سبحانه وأحوالهم الدنيوية والأخروية بعد بيان حال المنافقين قيل: هذه الإضافة للتخصيص والتشريف والتفضيل وإلا فالخلق كلهم عباد الله. وهوناً مصدر وهو السكينة والتواضع والوقار. وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى أن الهون متعلق بـ (يمشون) أي مشياً هوناً، قال ابن عطية: ويشبه أن يتأول هدأ على أن يكون أخلاق ذلك الماشي هوناً مناسبة لمشيه. وأما أن يكون المراد صفة الشي وحده فباطل لأنه رب ماش هوناً رويداً وهو ذئب أطلس.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتكفَّأ في مشيه كأنما يمشي في صبب، قال ابن عباس في الآية: هم المؤمنون الذين يمشون على الأرض


الصفحة التالية
Icon