وقيل الجن والكافرون. وقال ابن عباس مشركو العرب والآلهة
(وجنود إبليس) أي شياطينه الذين يغوون العباد من الإنس والجن. وقيل ذريته وأتباعه. وقيل كل من يدعو إلى عبادة الأصنام (أجمعون) تأكيد للضمير في كبكبوا وما عطف عليه.
(قالوا) أي الغاوون (وهم) أي حال كونهم (فيها يختصمون) مع معبوديهم مستأنفة، كأنه قيل ماذا قالوا حين فعل بهم ما فعل؟ ومقول القول:
(تالله إن كنا) أي إن الشأن كوننا (لفي ضلال مبين) واضح ظاهر، والمراد بالضلال هنا الخسار والتبار، والحيرة عن الحق ويجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم أو يجري ذلك بين العصاة والشياطين.
(إذ نسوّيكم) العامل في الظرف هو كونهم في الضلال. وقيل العامل هو الضلال وفيه ضعف. وقيل ظرف لِـ (مبين) وقيل: ما يدل عليه الكلام كأنه قيل: ضللنا وقت تسويتنا لكم في العبادة (برب العالمين) الذي أنتم أدنى مخلوقاته، وأذلهم وأعجزهم. وقال الكوفيون أن (إن) في (إن كنا) نافية واللام بمعنى إلا أي ما كنا إلا في ضلال مبين، والأول أولى، وهو مذهب البصريين، وصيغة المضارع لاستحضار الصورة الماضية.
(وما أضلنا) عن الهدى (إلا المجرمون) يعني من دعاهم إلى عبادة الأصنام من الجن والإنس والشياطين، وقيل رؤساؤهم الذين أضلوهم. وقيل إبليس وجنوده. وابن آدم الأول وهو قابيل، وهو أول من سن القتل وأنواع المعاصي. وقيل من سن الشرك وقيل الأولون الذين اقتدينا بهم.
(فما لنا من شافعين) يشفعون لنا من العذاب، كما للمؤمنين من الملائكة والنبيين والمؤمنين
(ولا صديق حميم) أي ذي قرابة، والحميم القريب الذي تودّه ويودّك، وجمع الشفعاء، ووحّد الصديق، لما تقدم غير مرة، أنه يطلق على الواحد، والاثنين، والجماعة والمذكر، والمؤنث أو لكثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق، لأن الصديق الصادق في ودادك الذي يهمه


الصفحة التالية
Icon