عليه، وقال أبو هريرة وسليمان بن موسى: لما نزلت لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) قال أبو جهل: الأمر إلينا إن شئنا استقمنا، وإن شئنا لم نستقم، وهذا هو القدر، وهو إذن رأس القدرية فنزلت: وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٢٩) فبين بهذا أنه لا يعمل العبد خيرا إلا بتوفيق الله، ولا شرا إلا باختياره، وقال الحسن: والله ما شاءت العرب الإسلام حتى شاء الله لها، قال تعالى: وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ [الأنعام: ١١١]، وقال تعالى: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [آل عمران: ١٤٥]، وقال تعالى:
إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ [القصص: ٥٦] «١».
فلا تعارض بين مشيئة الله تعالى، وما منح الله عبده من حرية الاختيار وأن تكون له مشيئة يحاسب عليها.

(١) القرطبى ١٩/ ٢٤٣.


الصفحة التالية
Icon