له، وطاعتهم لأمره واقتداءهم به فى فعله، وأشارت بأن يخرج ويذبح هديه، وسيفعلون مثل فعله، وكانت مشورة طيبة؛ ذبح الرسول الكريم هديه، فذبح أصحابه، وحسم الموقف.
وتحقق وعد الله لرسوله، وصدق الله رسوله الرؤيا بالحق، وتحولت الشروط الظالمة إلى تمهيدات للفتح المبين، ومن نماذج ذلك: أن الشرط الذى قيل فيه من أسلم من أهل مكة وهاجر إلى النبى صلّى الله عليه وسلم فعليه أن يعيده، وأما من جاء من المدينة إلى مكة فلا يرجعونه، فقد تحول إلى صالح المسلمين حيث كان المسلم الذى يهاجر من مكة إلى المدينة- بعد الصلح- يجد حرص الرسول صلّى الله عليه وسلم على الوفاء بالعهد، فلا يستطيع البقاء فى المدينة، ولا يحب أن يعود إلى المشركين بمكة، فيذهب إلى مكان آخر اختاره هؤلاء فى موقع استراتيجى على طريق تجارة المشركين، وتكونت قوة مسلمة تهدد مصالح المشركين، مما جعلهم يطلبون تغيير هذا الشرط الذى وضعوه بأنفسهم.
إن الرؤيا التى رآها رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى دخول المسجد الحرام مع أصحابه آمنين محلقين رءوسهم ومقصرين كانت وحيا تحقق لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، وهذه هى الصورة الأولى والمرتبة الأولى من مراتب الوحى التى تحققت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.