يرونه من جحود الكافرين من ناحية، ويعينهم على النفور من الجحود ومقاومة النفس من الوقوع فيه من ناحية أخرى، ومع هذا الجحود فى الإنسان حب شديد للمال وهذا الحب يجعله متعلقا به شديد البخل فلا ينفق منه. وعلى ذلك تكون التهيئة للبذل من النفس والمال فى سبيل الله مبكرة فى مشهد الخيل فى ساحات الجهاد وفى نزع حب المال من النفس والتنفير من البخل فلا ينفق منه. وأما تسمية المال خيرا فهو ما جاء ذكره فى قوله تعالى: إِنْ تَرَكَ خَيْراً [البقرة: ١٨٠] أى مالا. قال ابن زيد: سمى الله المال خيرا، وعسى أن يكون شرا وحراما، ولكن الناس يعدّونه خيرا فسماه الله خيرا لذلك «١». ويعان الإنسان على هذه التزكية والتهيئة والتنقية النفسية بما تكرر ذكره فى الآيات الكريمة سابقا من تذكر ما يكون فى الآخرة من إثارة ما فى القبور وقلبه وإخراج ما فيها، ومن إبراز ما فى الصدور وتمييز ما فيها من خير وشر إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١) سبحانه لا تخفى عليه خافية.