حالهم فى الإيمان والكفر وما عاقبة الفريقين، والسعيد من وعظ بغيره وتدبر صفحة التاريخ وأفاد لحاضره منها.
وسميت السورة سورة الفيل، فقد كان الفيل وأصحاب الفيل يمثلون عدوانا واضحا على الحق، وكانت نهايتهم أن صاروا كالعصف المأكول، وسمى عام هذه الحادثة بعام الفيل. وهى حادثة قريبة، وعلى الرغم من قربها، فالقرآن الكريم يذكّر بها، ورسول الله صلّى الله عليه وسلم يذكّر بها ففي يوم الحديبية لما أطلّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم على الثنية التى تهبط به على قريش بركت ناقته، فقالوا: خلأت القصواء أى حرنت، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل- ثم قال- والذى نفسى بيده لا يسألونى اليوم حطة يعظّمون فيها حرمات الله إلا أجبتهم إليها»، ثم زجرها فقامت.
وفى الصحيحين أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة: «إن الله حبس عن مكة الفيل وسلّط عليها رسوله والمؤمنين، وإنه قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ألا فليبلغ الشاهد الغائب».