بالطلب الحلال الطيب الجميل، وليس عليه حرج فى أن يصل بهذا الطريق الحلال إلى ما شاء الله من مال كثير، فهذه قسمته، ولكنه بهذا الطلب الجميل سيعرف الحق ويتجنب المظالم، ويعرف سبل البر وإخراج الحقوق من ماله، فيسعد ويسعد أمته، «فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب».
ويحذر الرسول صلّى الله عليه وسلم فى هذا الحديث الشريف من أمر نفسى خطير قد يدفع الإنسان إلى سلوك محرم فى الطلب وهو: استبطاء وصول هذا الرزق، فإنه يأتى بالحجم الذى يقدره الله، وفى الوقت الذى يشاء فيه، رحمة بخلقه، وعلما بما يصلحهم، فلا يحمل التأخير على أن يطلب الإنسان هذا الرزق بمعصيته وارتكاب مخالفة شرعية؛ فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولا يبارك فيه إلا إذا اكتسب بطرقه المشروعة.
بهذا التوجيه الذى جاء فى هذه المرتبة من مراتب الوحى وهى النفث فى الروع تحل قضية الرزق فيقنع المرء بالحلال، ويطلب منه المزيد، ولا يتشوف إلى مال حرام، ولا يسعى إليه، ولا يحقد، ولا يحسد إخوانه على ما آتاهم الله من فضله فلكلّ قسمته، ولا يتعجل الشيء فتحمله العجلة إلى المخالفة.