والعرق فى يده، ثم رفع رأسه فقال: «إنه قد أذن لكنّ أن تخرجن لحاجتكن» فهذا دليل على أنه لم يكن الوحى يغيب عنه إحساسه بدليل أنه جالس، ولم يسقط العرق من يده صلوات الله وسلامه عليه «١».
وفى مسند أحمد وغيره من حديث ابن لهيعة حدثنى يزيد بن أبى حبيب عن عمرو ابن الوليد عن عبد الله بن عمرو قلت: يا رسول الله هل تحس بالوحى؟ قال: «نعم أسمع صلاصل ثم أثبت عند ذلك، وما من مرة يوحى إلىّ إلا ظننت أن نفسى تغيض منه» وتغيض يعنى تقبض، وقال الإمام أحمد- أيضا- يرويه عن عبد الله بن عمرو قال: أنزلت على رسول الله ﷺ سورة المائدة وهو راكب على راحلته، فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها «١». فالنزول وهو راكب دليل على الوعى، والنزول مع ثقل الوحى على الدابة استمرار لهذا الوعى.
ثم نتساءل بعد ذلك، هل تكون هذه المظاهر أعراضا مرضية- كما يزعم الزاعمون- وتكون عاقبة هذا الوحى قرآنا معجزا فى أسلوبه وموضوعه وجوانبه العلمية؟