أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢).
فالآيات الكريمة تربط الإنسان بمشاهد الكون الدالة على قدرة الخالق سبحانه وعظمته وأن القرآن الكريم كلامه الذى أنزله وحفظه فلا ينبغى أن يشعر المرء بضعف وهو يحمل كلام القوى العزيز، ولا ينبغى أن يقابل نعم الله الغامرة بالتكذيب باليقين الذى لا ريب فيه وخاصة عند مواجهة الأعداء، وكما أشرنا أن نزول الآيتين: أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) كان فى سفر النبى صلّى الله عليه وسلم إلى مكة.
وتقدم الآيات الكريمة- بعد ذلك- مظهرا من مظاهر قدرة الله سبحانه فى وقوع الموت ببنى آدم وعجز الإنسان أمام هذا الحق الذى لا مفر منه، وإبراز هذا الجانب من مظاهر القدرة المشاهدة فى الموت يسلم للحقيقة التى بعده والتى تتعلق بالبعث بعد الموت وانقسام الناس إلى: المنعّمين على درجاتهم من المقربين ومن أصحاب اليمين، وإلى:
المعذبين من المكذبين الضالين.
وعلى هذا فإن سورة الواقعة تقدم للناس حق اليقين فى كل ما أخبر الله عنه من أمور الغيب ودعم هذا اليقين بإثارة الفكر ليتأمل الإنسان آيات القدرة والنعمة فى حياته والتى تجعله يسبح باسم ربه العظيم من قلبه، قال تعالى: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦).