فأطول آية هى آية الدّين من سورة البقرة التى هى أطول سورة، وأقصر آية كلمة «يس» والتى هى فى صدر سورة يس.
كما ذكر العلماء من فوائد معرفة الآيات وتحديده ما يلى:
أولا: العلم بأن كل ثلاث آيات قصار معجزة للنبى صلّى الله عليه وسلم، وفى حكمها الآية الطويلة التى تعدل بطولها تلك الثلاث القصار. ووجه ذلك أن الله تعالى أعلن التحدى بالسورة الواحدة فقال سبحانه: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ [البقرة: ٢٣]. والسورة تصدق بأقصر سورة كما تصدق بأطول سورة، وأقصر سورة فى القرآن هى سورة الكوثر، وهى ثلاث آيات قصار فثبت أن كل ثلاث آيات قصار معجزة، وفى قوتها الآية الواحدة الطويلة التى تكافئها.
ثانيا: حسن الوقف على رءوس الآي عند من يرى أن الوقف على الفواصل سنّة، بناء على ظاهر الحديث الذى استدلوا به فيما يرويه أبو داود عن أم سلمة رضي الله عنها:
أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قطّع قراءته آية آية يقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١) ثم يقف الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [الفاتحة] ثم يقف».
وقال بعض العلماء: وفى الاستدلال بذلك الحديث على ما ذكر نظر، وذلك لأنه حديث غريب غير متصل الإسناد. رواه يحيى بن سعيد الأموى وغيره عن ابن جريج عن ابن أبى مليكة عن أم سلمة، والأصح ما رواه الليث عن ابن أبى مليكة عن يعلى ابن مالك أنه سأل أم سلمة عن قراءة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وصلاته فقالت: ما لكم وصلاته؟ ثم نعتت قراءته مفسرة حرفا حرفا. ذكر ذلك الترمذى.
وجمع بعض العلماء بين هذين الحديثين بأن النبى صلّى الله عليه وسلم كان تارة يقف على كل فاصلة، ولو لم يقم المعنى بيانا لرءوس الآيات. وكان تارة يتبع فى الوقف تمام المعنى فلا يلتزم أن يقف على رءوس الآى لتكون قراءته مفسرة حرفا حرفا، وعلى هذا يمكن أن يقال: حيثما كان الناس فى حاجة إلى بيان الآيات حسن الوقف على رءوس الآى، ولو لم يتم المعنى، وحيثما كان الناس فى غنى عن معرفة رءوس الآى لم يحسن الوقف إلا حيث يتم المعنى.
ويحتمل أن كلمة: «مفسرة حرفا حرفا» فى الحديث السابق يراد بها الترتيل وإخراج الحروف من مخارجها فلا تعارض الحديث الأول.
ثالثا: اعتبار الآيات فى الصلاة والخطبة، قال السيوطى ما نصه: يترتب على معرفة الآى وعددها وفواصلها أحكام فقهية منها: اعتبارها فيمن جهل الفاتحة، فإنه


الصفحة التالية
Icon