أوصاف الله تعالى تحمل على الأغراض الانتهائية لا على الأغراض الابتدائية مثاله الرأفة والرحمة فإنهما انعصار القلب لمكروه في الغير ثم طريانه علينا ببعث على إغاثة المبتلى بذلك المكروه فوصفنا إيانا بالرحمة والرأفة للمبدأ الذي هو انعصار القلب وأما في وصفه تعالى فللتمام الذي هو إغاثة المبتلى وكذلك المحبة منا ميل الطباع وتمامها إرادة الخير والإصلاح ووصف الله بها على معنى تمامها والغضب يعرض لنا فينتقض الطبع على جهة الحمية ويتغير الوجه وتحمر العين وربما يرتعد البدن ثم يدعو إلى جنس من العقوبة يضاد الرضي فيوصف الله تعالى به على هذا المعنى الأخير الذي هو الغاية والمال وعلى هذا يجري القول في الصفات والله أعلم


الصفحة التالية
Icon