نعبد فقيل له كيف يكون الاسم المضمر مشتقاً؟ فقال هو مظهر خص به المضمر وإنما كرر إياك لأنه بمعنى الكاف في نعبدك ونسستعينك ولأنه تعليم أن يجدد لكل دعوة عزيمة وتوجها ولا نجمعهما في ربقة ولا نعرضهما في صفقة وإنما لم يقل نعبدك ونستعينك وهو أوجز لأن نستعين على نظم أي السورة ولهذا قدمت العبادة على الاستعانة كما قدم الرحمن وهو أبلغ مع ما في تقديم ضمير المعبود على ذكر العابد من مراعاة التعظيم وإحسان الترتيب وإنما كان إياك نعبد بلفظ الخطاب والحمد لله في أول السورة بالغيبة لأنك تحمد نظيرك ولا تعبده فاستعمل لفظ الحمد لتوسطه مع الغيبة والعبادة التي هي الأمر الأقصى جرت بالخطاب تقربا منه تعالى بالانتهاء إلى محدودة منها وعلى هذا جاء آخر السورة