الثاني: المتغلب الجابر، قال الله: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) أي: متغلبين جبارين، وقال: (إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ) وقال بعض أهل التفسير: المرد بالجبار في هذه المواضع: القتال، والبطش: الأخذ بالغلبة والشدة.
الثالث: المتكبر قال: (وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) جاء في التفسير أنه عنى المتكبر عن عبادة ربه.
والرابع: العظيم الخلق القوي، قال الله عز وجل: (إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ) جاء في التفسير: إنه عنى العظام الأجساد الطوال الأقوياء، زعموا أنه لا يقاومونهم، وقيل: إنه أراد الممتنعين الغلابين العتاة، وهذا أصح؛ لقوله: (فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ) كأنهم قالوا: إن فيها قوما من عادتهم غلب أعدائهم، فقيل لهم: اذهبوا إليهمْ فإنكم تغلبونهم، وأعمل إن في القوم وجعل الجبارين من صفتهم؛ لأن فيها ليس باسم.
قال: ومثله: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) والجبار هاهنا والمتكبر سواء، وإنما كرر للتوكيد، ولا يجوز أن يقال أنه يعني: بـ " الجبار " هاهنا: القتال والغلاب؛ لأن القتل والغلبة لا يضافان إلى القلب ويضاف إليه الكبر، ويجوز أن تكون هذه الوجوه كلها بمعنى واحد وهو التكبر، وإنَّمَا أوردتها على ما جاء في التفسير.


الصفحة التالية
Icon