حين
ْالحين يقع على كل شيء من الأوقات قصير وطويل، ويكون محدود أو غير محدود، وأصله من القرب، ومنه حان الشيء إذا قرب، والحائن الذي قرب أجله، والاسم الحسن. والحسن في القرآن على أربعة أوجه:
الأول: السَّنَة، قال: (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ) أي: كل سنة، هذا قول بعض الفقهاء، وإليه ذهب مقاتل.
وذهب الكوفيون إلى أن الحين هنا ستة أشهر، وهو من أوان الطلع إلى وقت الصَّرام، قالوا: فمن حلف لا يكلم فلانا حينا، فهو ستة أشهر، لأنه قد علم أنه لم يرد أقصر الأوقات ومعلوم أنه لم يرد أربعين سنة؛ لأن من أراد ذلك حلف على التأبيد دون التوقيت ثم كان قوله تعالى: (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ) لما اختلف السلف فيه كان أقصر الأوقات فيه ستة أشهر. أولها أوان الطلع وآخرها وقت [الصرام]، وهو أولى من اعتبار السَّنة؛ لأن وقت الثمرة لا يمتد سنة،. بل ينقطع حتى لا يكون منه شيء، وأما الشهران فلاَ معنى لاعتبارهما إذ قد علم أن الزمان بين صرام النخل، وبين ظهور الطلع أكثر من شهرين فلما بطل اعتبار السنة واعتبار الشهرين ثبت اعتبار السنة إلا شهر.
الثاني: منتهى الآجال، قال اللَّه: (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) وقال: (وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)


الصفحة التالية
Icon